الساعة 00:00 م
السبت 11 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

تقرير  أهالي تلاميذ الضفة .. اللحظات بأعوام

حجم الخط
ad43ee9a2bff47f8dbe62e918c513d26.jpg
رام الله - سند

بأنيابهم المفترسة، وغطرستهم البغيضة، يتسمر جنود الإحتلال على الطرق والحواجز، في انتظار فريسةٍ ضعيفة من أجل الانقضاض عليها، لإشباع رغبتهم في التنكيل والانتقام.

لم يكن يعلم الفتى سالم قطيش 16 عاماً من قرية يبرود شرق رام الله، وهو يحمل حقيبته خارجاً صباح اليوم، ليتلقى حقاً من حقوقه الطبيعية في التعلم، أنّ ذلك سيُكلفه حريته وسيحرمه من الذهاب مرة أخرى لمدرسته، حينما هجم عليه جنود الإحتلال واعتقلوه.

الفتي قطيش ليس الفتى الوحيد الذي تم اعتقاله، فهذه الحادثة تتكرر بشكل يومي مع تلاميذ وطلبة المدارس، في كافة أنحاء الضفة الغربية.

وليس بعيداً ما حدث يوم الاثنين الماضي، في بلدة تقوع شرق محافظة بيت لحم بالضّفة الغربية المحتلة، حين اعتقل الاحتلال عدداً من طلبة المدرسة الثانوية بعد اقتحامه البلدة، واعتدائه على المواطنين بالضرب، وإلقاء القنابل الصوتية.

أشواطٌ من المعاناة

ويتجرع آلاف الطلبة، أشواطاً من المعاناة يومياً، حيث يضطرون لعبور عشرات الكيلومترات من الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون للوصول إلى روضاتهم ومدارسهم، ليتكبد ذويهم فصولاً من العناء، وتتفاقم لديهم مشاعر الخوف والخشية على أبناءهم، جراء اعتداءات المستوطنين عليهم.

والدة التلميذ أحمد أبو جمعة من بلدة حوارة، والتي يعتريها الخوف على حياة ابنها في كل لحظة تقول :" قبل أيام قتل مستوطن الشهيد محمد عبد الفتاح من خربة قيس، لمجرد عبوره شارع حوارة الذي يسلكه المستوطنون، ولا سمح الله قد يكررها المستوطنون، ويقتلون طلبة مدارس بحجة إلقاء الحجارة أو الطعن لتبرير قتلهم".

تنفس الصعداء

تتحول الدقائق في غياب أحمد عن أمه أياماً طويلاً، حتى يبزغ وجهه عائداً من مدرسته، حتى يلف الأمان قلبها، ويهدأ روعها.

وتضيف:" حينما أرى محمداً، أتنفس الصعداء، وأحمد الله أن طوي كابوس اليوم، لأن المستوطنين يعتبرون الطرق التي يسلكونها ملك لهم، ويعتقلون ويلقون الحجارة على المركبات، ويقتلون بحامية الجيش، دون رادع، ونحنُ لنا الله والدعاء الذي نُحصن أبناءنا به".

مخالف للقانون

بدوره، اعتبر الحقوقي عايد قطيش من الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أن اعتقال أطفال وطلبة مدارس، هو أمر يخالف القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل، التي لا تجيز اعتقال الأطفال دون سن ال 18؛ وهذا انتهاك واضح وخطير يجب وقفه، والضغط على سلطات الاحتلال لذلك.

فيما يبين التاجر خليل حمد الله من بلدة حوارة أن المستوطنين خلال سيرهم شارع حوارة، ينتابهم التوتر، وكل حركة  لعب أو ركض على الشارع،  يعتبرها المستوطنون والجنود عملية إلقاء حجارة، أو عملية ضد الاحتلال.

وتوثق معطيات إحصائية فلسطينية من قبل نادي الأسير وهيئة الأسرى أن أكثر من حادث يسجل أسبوعياً بسبب الطرق الالتفافية، والتي في الغالب يكون ضحاياه من الأطفال أثناء توجههم إلى مدارسهم أو عودتهم منها، وهو ما يشكل هاجس وخوف من قبل الأهالي على أطفالهم الصغار جراء اعتداءات المستوطنين، فالاعتقال أو الجرح أو حتى القتل قد يواجه طلبة المدارس.

وانتقدت مؤسسة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية جريمة قتل الشاب الشهيد محمد عبد الفتاح على شارع حوارة، وطالبت بمحاكمة من أطلق النار عليه من قبل المستوطنين دون جدوى .

وأشارت إلى أن  بعض المستوطنين يتعمدون إطلاق النار أو دهس الفلسطينيين، مستغلين حماية شرطة وجيش الاحتلال لهم، وعدم ملاحقتهم قانونياً إلا في حالات نادرة وقليلة؛ وهو ما يشجعهم على مواصلة اعتداءاتهم.